POUR TIGHFERT ET POUR TOUJOURS
|
محاضرة نغفرت
تغفرت في السنوات الأربع الأخيرة
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مولانا رسول الله سيد الأولين والآخرين
أما بعد: أحيكم بتحية الإسلام المقرونة بالمحبة والاحترام وأشكركم على حضوركم كما أشكر جزيل الشكر الإخوة الساهرين على إعداد وإنجاح هذه البرامج التي نستفد منها جميعا والتي هي في حقيقة الأمر شيء كانت هده القرية قد فقدته منذ زمن غابر وإن كانت هناك دلالات ما فإنما تدل على أننا أصبحنا جدين من أجل مواكبة معنى التنمية والسير في طريق الجد إن شاء الله العالي العظيم.
أيها الإخوة والأخوات، موضوع اليوم كما تعلمون حول تغفرت وخصوصا في هذه السنوات الأربع الأخيرة. وهذا الموضوع يهم كل صغير وكبير، فخلال السنوات الماضية فكرت بإعداد موقع إلكتروني قصد التعريف بقصر تغفرت، فبدأت بجمع المعلومات هنا وهناك، ونحن جميعا نعرف قريتنا هذه حق المعرفة، لكن ما أريده اليوم هو محاولة إعادة الحسابات جيدا. فالحقيقة أنه وقعت وقائع ، وعدة أزمات عويصة تهوي بتغفرت إلى الهاوية. فيا إخوة إن تغفرت قرية بل كادت تكون جنة هي أفضل منطقة، لأن الإخاء والتوحد والتعاون يسود بين أهلها وحب هذه القرية هو السبب الذي يربط بعضنا ببعض، وكذا ـ الصنف الوحيد ـ الذي يحد من الصراعات والنزاعات أي أنه فيزيولوجيا تجدنا من عرق وحيد أي "إقــبـلـيــن"وهذا راجع إلى مدى شجاعة أجدادنا الدين في إطار الدفاع عن شرفهم قاموا بتأبيد الصنف الأخر أي "إمازيغن". ولولا ما فعلوه لا ربما نعيش على الذل والمهانة. لكن والحمد توارثت الأجيال هدا النضال فلا ولن ننسى شباب ورجال ونساء سنة 1996 والدين كافحوا نضالا من أجل الأراضي التغفرتية المنتهبة ، وهنا يجدر الإشارة إلى أنه لازلنا نعيش فقط معززين بتاريخ أجدادنا لذلك نحن نحظى بالاحترام طول السنوات الماضية إلى حدود سنة 2005 وهنا بدأت قوانا تضعف نظرا لعدة فضائح غير مستورة، كنا فيها نحن السبب ولا حق لنا بل خطأ شائع، فكلنا نذكر دوري رمضان بمقر الشبيبة والرياضة عندما أعلن الحكم صفارة النهاية معالنا بدلك انهزام فرق تغفرت، ماذا فعلنا ؟ قفزنا خارج الملعب وبدءنا برش الحجارة على كل من في الملعب !!! وهدا تصرف جبنا عبر على شيء وحيد وهو أننا ضعفاء. هنا سيحدث ما وقع في تاريخ المغاربة فعندما كانوا أقوياء تخشاهم كل الدول الغربية بالخصوص لم تستطع هذه الأخيرة استعمار المغرب خوفا منه لكن سيكشفون عن حقيقتهم فور أن طالب الجزائريون المساعدة من المغاربة لمقاومة الاحتلال الفرنسي للجزائر فشارك إلى جانبهم وهزموا جميعا فأزيل غطاء القوة علي المغاربة وولت فرنسا إلى احتلال المغرب كذلك أبناء تغفرت بتصرفهم ذاك كشفوا ضعفنا للأعداء ووصلت الأمور إلى أنه يجب إعادة النظر فينا إلى أن كادت هيئة قيادة أفركلة تقرر منعنا من المشاركة في أي دوري لكن ذلك لم يحدث لتدخل أحد رجال هذه القرية. وقد سبق أن قمنا بمهزلة في الملعب البلدي لكن كان الحق فيها لأننا دفعنا على شرفنا وذلك عند شتمنا أحد من أبناء أيت عاصم أو النمرو وأشار إلينا بإشارات رديئة فردعناه وردعنا كل من حاول الدفاع عنه .
من سنة 2005 كما يظهر لنا من هذا المبيان بدأت حالتنا تتدهور وهذا راجع إلى أسباب عديدة حصدنا من وراءها نتائج وخيمة. فقد فقدنا ميزاتنا وألقابنا وشعراتنا ولم يبقى لنا سوى اسم تغفرت نحتفظ به ولم نسمع مند زمن طويل ـ تغفرت المشهورة ـ . ـ ديما ديما تغفرت ـ وغيرها من الشعارات وهذا ما جعلنا ننسى وتنسى إنجازاتنا التي حققنها بجد في كل المجالات .
في غضون هذه السنة أيضا ظهرت فئة من الشباب المثقف يدعون إلى الانفتاح وأسمو فئة الشباب الدين كانوا يدفعون عن شرف القرية بالمتخلفين، إلى أن قمعت هذه الفئة الأخيرة وتوقفت عن الدفاع، فبدأنا شبابا وفتيات ننفتح لا بل إن حق التعبير نتفسخ وأنا لست ضد الانفتاح، بل يجب علينا أولا أن نتعلم كيف ننفتح على الآخرين، وها نحن اليوم نحصد ثمار الانفتاح. فقد دخلت الذئاب الآدمية إلى قريتنا من كل نحية من أجل هدفنا وحيد هو هدم ما بناه أجدادنا وآباءنا. فصارت هذه الذئاب تعرف كل صغيرة وكبيرة عن قريتنا، حتى أننا فشلنا في ملاحقتهم والقبض عليهم أين؟ بين شوارعنا و حقولنا!!! . نطاردهم ونطارد بناتنا كأننا نمثل فيلما مكسيكيا وطبعا ما يحدث مع بناتنا وشبابنا تقليد للأفلام المكسيكية والتركية التي أصبحت تحظى باهتمام كبير على شاشتنا فتعلمنا كيف نتسلل من المنزل للقاء فتاة. هنا و بالضبط بدأت أحداث فقدان السيطرة على بناتنا وأولادنا، لدرجة أن الفتاة الآن يمكنها الذهاب بمفردها حيث تشاء، بينما في الماضي لا تستطيع الفتاة أن تعبر الوادي إلى الضفة الأخرى إلا لسبب ملح مع رفقة أحد ما. أما ألان الفتاة التغفرتية لها الحرية التامة تذهب إلى ما يسمى "سيدي يحي" وأظنكم جميعا تعرفون حاليا في زمننا هذا هدف زيارة ذلك المكان، فالهدف تطبق لفليم تفرجت الفتاة عليه فتحاول أن تلعب دور البطلة، لكنها في الأخير تكون ضحية ،ليس الفتيات فقط بل كذا الشباب منشغلون جدا ولا يكون لديهم الوقت بتتا للدفاع أو الحرص على شرف قريتهم لأنهم يقضون معظم الوقت أمام المرأة وذلك لإنزال السروال وتميل الحزم وتجعيد الشعر وإقفال قفل سلسلة العنق واليد وربما سلسة الرجل أيضا. ثم يخرج إلى المناطق المجاورة أيت عاصم الخربات النمرو املال ... وأبناء هذه المناطق التي ذكرت يفعلون نفس الشيء فيكون هناك نوع من التبادل كأنه والله مشهد من المشاهد التي كانت في عصر الجاهلية حيث يتبادلوا الأزواج زوجاتهم. ومتت الغيرة في القلوب فإدا طالبت من أحد شبابنا اليوم المشاركة في محاربة الفساد يرد عليك بقولة أستحي من ذكر لكن مضمونها عدم الاكتراث فمن أوقعت بنفسها تتحمل مسؤوليتها بنفسها . إن تغفرت كانت لا تعرف إلا الجد والاتحاد والأخوة، لكن اليوم نختلف حتى في ابسط الأشياء ونجعلها محط نزاع وعلى سبيل المثال هدا المقر الذي نحن متواجدون فيه ألان فيما مضى اتحدت كل الصفوف التغفرتية لبنائه لكن عندما إكتمل وقع نزاع وخلاف بين الأعضاء الراغبين في تأسيس الجمعية وبين الأفراد الممثلين للقبيلة أي { تقبيلة } فقد سميت بداية "بدار القبيلة" وهي الآن "جمعية تغفرت للتنمية المستدامة" نظرا لهذا الخلاف البسيط كانت له انعكاسات عند الشباب فسموها دار الفضيحة والعياذ بالله ثم توالت عليها أسماء أخرى مثل "دار مي هنية" وهنا يتضح أن شبابنا غير مكترث لهذه القرية فبدلا من مدحها والسعي نحو تمجيدها يقومون بالعكس . دون أن ننسى خلاف حدث وترك أثرا سلبيا بالرغم من أنه لم نكترث له وهذا في عيد الأضحى وبالضبط عند الانتهاء من الصلاة وإنجاز الدورة التي يتميز بها أهل تغفرت حيث يقبل كل وحد منا يد الأخر أكان صغيرا أو كبيرا طالبن من الله المغفرة والتسامح وبعد هذا إختلف دوي العقول حول أمر لا يسحق الإختلاف وهو بين ما يجب تسبيقه دعاء الختام أم طلب المساهمات وهنا وقفتا جميعا موقفا محرجا.
كلنا ندرك أننا في طريق الفشل بعد أن وقفنا عاجزين أمام ردع فئة قليلة من الفتيات اللواتي يزاولن الفساد .ووقفنا عاجزين أيضا أمام دفع ملف أرضي الجموع نعم الأرض التي ورثنها عن أسلافنا. وعلى غرار ذكر أراضي الجموع ولأبرهن أيضا على أننا فقدنا الغيرة على أرضينا ما فعلته الشركة المسئولة على تهيئ الطريق الرابطة بين إفغ وتنجداد كانوا يقومون بأخذ الرمال بواد تنكرفة في الضفة المجاورة لقصر قطع الواد. فرفض رجال قصر قطع الواد هذا، نظرا لما له من أضرار، فاضطرت الشركة لتغيير المكان واتجهوا إلى ضفتنا ،فلم يحرك أحد منا ساكنا، أهو الخوف أم الجبن أم ماذا؟ لست ادري!!! بعد أخذ الرمال يتم تنقيتها من الأحجار فيتم تحميل تلك المخلفات ورميها على الأرض التي تحدث عنها سابقا ولا مشكلة بالنسبة لنا بعد رفض أهل قطع الواد ذلك مجددا وتلك لزلت شاهدة إلى اليوم بل حتى الحفر.
بعدها صدفتا مسألة معروفة وقانونية هي حول التقسيم الخاص بالتصويت في الانتخابات فأقمنا الدنيا ولم نقعد ونحن لم نفهم المسألة جيد لكن من نحية أخرى فهو شيء إيجابي فالتشبث بوحدة القرية أمر جيد ،لكن تدخلاتنا السريعة كانت سلبية خلفت لنا الصراع والنزاع لا لشيء . وفي نفس الصدد أي الانتخابات عند انتهاء المدة المحددة للمرشحين انسحب مرشحي تغفرت فخلق هدا مشكلا إذ ليس هناك من رشح نفسه لتحمل هذه المهمة مما فرض ترجي المرشح السابق للترشيح ثانية وهدا بعد أن اتهمناه بالتقصير وكدا وكدا.فحين تقف موقف تأمل في هذه الواقعة نتسأل هل تغفرت القرية الكبرى تفتقد إلى من يمثلها. هنا قد نطرح أسئلة عديدة، لكن جوابها أكيد أنه سيكون الاستغراب.
الحمد لله لما كان رمضان على الأبواب اكتشف الناس من مناطق قريبة وبعيدة سر ماء خطارة تغفرت فتوافدوا من كل جهة واشتهرت تغفرت من جديد وأصبحت على كل لسان .
وفي هذا الشهر أيضا يبدو أن منحنى ازدهار تغفرت سيبدأ بالصعود إذ أننا نرى بشرى خير مع مجموعة من الطلاب فاقوا وأفاقوا وساهروا جاهدين في خلق برامج لها دور كبير في الرفع من معنويات وكفاءات التغفرتيين وكذا فتح مجالات عديدة للمناقشة فالنقاش لقاح العقول. وسأترك لكم مجال للناقش وطرح أسئلتكم وتدخلاتكم أملا أن نصل جميعا إلى حل منشود من أجل ازدهار تغفرت التي كانت ويجب أن تظل {تكليد ن أفركلة} .
من أعداد وإلقاء محمد بوتدغارت
|